mardi 15 mai 2007

صراع العقل و النفس

إن المجتمع الذي يتغلب فيه الهوى على العقل وتسيطر فيه الميول النفسية والرغبات الغريزية على الناس، ويلهث فيه الناس خلف الشهوات والغرائز دون أي دور للعقل،
فهو مجتمع فاسد ومنحرف، وهو مجتمع غارق في الشقاء والتعاسة، لا يعرف شيئا ً عن العدل والإنصاف ولاعن الحق والفضيلة، ولن يسعد بمفهوم الحياة الإنسانية والسجايا الأخلاقية والغرائز دون أي دور للعقل .
أن العقل الضعيف والعاجز لا يستطيع التغلب على الميول النفسية وكبح جماح الأحاسيس المتمردة للإنسان، والعقل الكامل هو الوحيد القادر على الوقوف سدا ً محكما ً بوجه السيل الجارف للشهوات والميول النفسية وقيادة عواطف الإنسان وأحاسيسه الجياشة و العقل الكاملُ قاهر للطبع السوء .
من المؤسف أننا قلما نجد من بني البشر حتى بين أولئك الذين بلغوا سن الكمال من هم يتمتعون بعقول كاملة وقوية، فعقول غالبية الناس هزيلة وعاجزة أمام أعاصير الأحاسيس الهوجاء، وهي تفتقر لأدنى درجات المقاومة. وعند أية إثارة للشهوات والميول النفسية وعندما تطغى حوافز الغضب وروح الانتقام وتجعل من كيان الإنسان ساحة للصراع، فإن العقل يفقد تأثير كليا ً ويترك ساحة الصراع للشهوات والنزوات، وعندها تقع مصائب وويلات لا تحُمد عقباها . إن المرء يستسلم للغضبِ وسياطهِ لا يمكنه أن يفكر أو يحكم، وسرعان ما يفقد اتزانه تحت تأثير الأحاسيس ونفوذها القسري، ولا يمكنه أن يتخذ قرارا ً غير الجريمة والأجرام وكيف فكر، فإن تفكيره سيوصله إلى هذا الهدف، وفي هذه اللحظات التي تفصل بين القرار والتنفيذ تحصل المصائب إن لم يتدخل العقل، فلا قيمة للإنسان دون العقل ...

Aucun commentaire: