mardi 15 mai 2007

أيحتاج الإبداع إلى طقوس خاصة أم أنه وليد سيل جارف من الأفكار ؟

* عودة بسيطة إلى النقاش الفلسفي الذي دار حول علاقة الفن بكل من المحاكاة، الإبداع و الحرفية،يتضح لنا بجلاء أن الإبداع يجمع بين عنصريين أساسيين : الخلفية أي الحرفية في الخلق و الموهبة التي تظل شرطا للإبداع . و بدون هذين الشرطين تصبح لغة الإبداع ملغية. فالمبدع قارئ في مجال تخصصه و اهتمامه و القراءة في عرف الفلاسفة هي إنتاج الجديد انطلاقا من فعل القراءة المستمرة للمتون و النصوص. فحتى الخلق التلقائي يستند على خلفية و تراكم في تجربة المبدع و هذا ما يسمح له بامتهان حرفة الكتابة مثلا. و هنا أتحدث عن المهنة في سياق البعد الحرفي.
ـ إلى أي حد يمكن القول أن الكاتب المغربي يلعب دور المثقف ؟
* الإبداع و الكتابة تستند كما قلت على فعل القراءة النافذة لعمق النصوص والكتب، وهي بهذا الأمر تصبح رافعة أساسية للإيحاء و الخلق. فالكاتب يرتكز على خلفية فكرية معينة تستمد مادتها الأولية من فعل القراءة ،و بالتالي فهو في هذا السياق يلعب دور المثقف و يصطف إلى جانب النخبة الثقافية التي تحاول ربط الجسر المتين بين الثقافة الشفهية و الثقافة المكتوبة حتى لا نقل العالمة أي التي يفكر أصحابها في شؤون المجتمع . الإبداع عامة هو رغبة في التميز وذلك بخلق الجديد، لكنه في نفس الوقت محاولة للتخلص و التحرر من وضعية معينة أي من الخطاب الثابت و المطمور و المستقر الذي يكون مآل من يدافع عنه الموت.

Aucun commentaire: