كثر الحديث عن النوايا و تولدت الحروب ليتلاشى الحب في أعالي بلاد واد ألعقفي, و اختنقت الكلمات في حناجر الأقلام لتبقى عبارات الدم القادمة من رحم الخراب سائدة في كل الأرجاءفعاد الغريب ليغترب بمسقط رأسه و اخدت عيناه تجول رامقة جنبات الأرض المقدسة لتخطفه الذكريات إلى الماضي القريب, لتعبر الوجوه و المعالم وهي تبحث عن شيء, شيء من بقايا هذا الوطن الشهيد الفقيد...عند ذلك الرصيف كان المارة يشقون طريقهم إلى مستقبل مجهول محفوف بالخطر , و غير بعيد عن المكان تقف بنايات مختلفة متنوعة تنوع أعماق البحار, مراكز إدارية,مساكن بشرية, مدارس و غيرها...و لوهلة لمحت عيناه زاوية تطل على مجمل الربوع,فوقف يراقب سريان وادي المغارة و يستمع لخرير تدفق مياه نهر الزرقاء و يتأمل جبل الكر مل المكسو بالسنديان,بينما النسمات تداعب قطرات الندى اهتز المكان ليعود مصدوما بلا روح...فراغ بداخله و بكل الجنبات,ليجد نفسه يعانق الصرخة الصاخبة وحده وسط كل هذه المشاهد الدامية و جثت تسير مرفوعة الرأس, مكللة بشرف الشهادة على مدى البصر .تمشي وسط دروب انسلخت و أجهضت من هويتها.فسار ملاحقا إياها متسائلا عما وقع: « أين البرج الأحمر, الجامع الكبير و مسجد هاشم ثم أين و أين و أين, أين فلسطين أين كل فلسطين يا وجعي عليك يا أقصى
فتعالى صوته في الأفق مرددا:«الحياة هنا,العيش هنا حيث يولد الموت و تتنامى الفجيعة و الخديعة.الحياة هي الاستمرار الصعب في الوطن.لتنطلق رصاصة غادرة فتستقر بين أحشائه,ليسقط حتى يحمل نعشه و يبكى ليكون موته نار برد و سلام فمتى سينادي الحجر و الشجر, لتزهو القدس و يبزغ الفجر على السهل و الخصب.فلن تدوم إذ ما دامت لأحد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire