vendredi 15 juin 2007

العنكبوت: المهندس والمبيد الطبيعي للحشرات



من المصطلحات التي أصبحت متداولة بشكل كبير: الشبكة العنكبوتية، ويقصد به الانترنت. وليس من المستبعد أن يعرف معظمنا الكثير عن الانترنت، ويجهل الكثير عن العنكبوت وشبكته، التي شبهت بها الانترنت.
فالعنكبوت يتبع لفصيلة العناكب، وهى فرع من المفصليات، ولها ثمانية أرجل وثماني عيون، وليست لها أجنحة، وهى بذلك ليست بحشرات. فصيلة العناكب منتشرة ومتنوعة، تعيش في جميع المناخات، وعلى مستوى كل الإرتفاعات، وهناك أزيد من 30 ألف نوع من العناكب في العالم. يوجد منها حوالي 500 نوع بالمغرب، يعرف منها حوالي 380 نوع ينتمي إلى 30 أصل.
العنكبوت أصلها في اللغة العربية العَنْكَبَاةُ، وجمعها عناكب، والذكر عَنكب. ومن أسماء العنكبوت كذلك عكاشة، وكنيته أبو خيثمة وأبو قشعم، والأنثى أم قشعم. وتقول العرب: "أغزل وأصنع من عنكبوت". وقال الشاعر:
وشَاهِدْ ذُبابة ساقها الحِرْصُ طُعْمَة إلى عنكبوت تَلزِمُ البيت قانعة
وفي العامية المغربية، يطلق عليها "الرتيلة"، وأصلها الرثيلاء، وهي نوع من أنواع العناكب. وفي الأمازيغية: "تَايْسِيسُوتْ"، و"أَوْلْلِّي"، و"تيستيت" أو "تاستيت" وهي المصفاة، التي تشبه أيضا الشبكة.
وجاء في الذكر الحكيم: " كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ". وقيل: نسجت العنكبوت مرتين: مرة على داوود عليه السلام، ومرة على النبي (ص)، حيث كانت أحد أسباب نجاته، وصاحبه أبي بكر الصديق، من الكفار الذين لاحقوه عند هجرته من مكة إلى المدينة.
وفي الأسطورة الإغريقية أن عذراء جميلة تسمى"أراكن" كانت تجيد فن التطريز والحياكة تحدّت الإله "أثينا"، إله الحكمة والفنون والصنائع النسائية، فقام يتمزيق كل ما قامت العذراء بحياكته، فحزنت، وشنقت نفسها بأحد خيوط حياكتها، فندم أثينا على فعلته، فحول جثتها إلى عنكبوت.
معظم أنواع العنكبوت لا تكون ضارة أو تسبب أذى للإنسان، باستثناء بعض الأنواع المعدودة على الأصابع، ومن أشهرها الأرملة السوداء. فالعناكب، وإن كانت مخلوقات غير محبوبة لدى الإنسان، إلا أنها صديقة له، بل وذهب البعض إلى حد القول بأنه لولاها لما كان للإنسان مستقر على الأرض؛ ذلك لأنها تقضي معظم وقتها في اصطياد الحشرات والفتك بها. فلولاها لتكاثرت الحشرات وأتت على الأخضر واليابس.
ومن غريب التجارب ما أقدم عليه الصينيون حين اعتمدوا على العناكب لحماية محاصيلهم من الأرز والقطن، فقد وضعوا لها مخابئ تأويها في فصل الشتاء، لتكون كثيرة في الربيع وقادرة على القضاء على كل الحشرات المضرة بمزروعاتهم، دون اللجوء إلى المبيدات الكيماوية. ودلت تجارب أخرى في أنحاء مختلفة من العالم على أنها تخلص المزارعين من ألحشرات المضرة حتى قبل أن يفطنوا لوجودها. فالعنكبوت مبيد طبيعي للحشرات.
والخيط الحريري، الذي نراه تحيك به العنكبوت بتفنن شبكتها، هو في الحقيقة مجموعة خيوط ملتفة على بعضها، فسمك شعرة الإنسان يزيد عن سمك خيط العنكبوت ب400 مرة. إلا أن هذه الخيوط، اللينة والقابلة للتمطيط بعشرين في المائة من حجمها دون أن تتمزق، ورغم شدة رقتها وشفافيتها، تعد أصلب الألياف الطبيعية على الإطلاق، ولها قوة تحمل للضغط أقوى حتى من قوة تحمل الفولاذ، ولذلك يطلق عليها الفولاذ البيولوجي. وأنثى العنكبوت هي التي تقوم بنسج هذا الخيط الحريري، بواسطة ثلاثة مغازل أسفل البطن، متصلة بغدد صغيرة، تفرز المادة التي تتشكل منها الخيوط.
وتقوم أنثى العنكبوت بهندسة الشبكة ونسجها، بمهارة عالية، بخيوط منحنية أو مستقيمة، بترتيب متناسق المسافات فيما بينها، على شكل دائري أو ثلاثي رائع التصميم. وشبكة العنكبوت ليست مصيدة فحسب، بل هي كذلك شبكة اتصال واستشعار (تشعر من خلالها بوقوع الفريسة، يتصل عن طريقها الذكر، تتمدّد عندما تقع عليها الأجسام الثقيلة حتى لا تتكسر.
وعندما تقع الفريسة، قد تستعمل خيوط الشبكة لتقييدها أو لسحبها، أو لتغليفها لحفظها طازجة. وتحقن العنكبوت فريستها سما يشلها عن الحركة، ثم تفرغ فيها لعابها الذي يذيب الأعضاء الداخلية للفريسة، فتمتصها سائلا، فتتخلص من هيكل الفريسة الأجوف. فعملية الهضم عندها تتم خارج بطنها، ولذلك تحتفظ بفرائسها حية، لكي تبقى طازجة.
ولا يتسع المجال، هنا، للحديث عن جل غرائب هذا المخلوق العجيب، وإنما القصد إثارة فضول القارئ الكريم، ليتأمل أكثر في العنكبوت وشبكته، ويتعلم منها حكمة الصبر والأناة، وذلك،طبعا، خارج البيت في البساتين والحدائق، لأن مكانس النساء لن تتركها وشأنها، كما قال بذلك المثل الفرنسي: لا تجتمع المرأة والعنكبوت في بيت واحد
.

mardi 12 juin 2007

مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة


المزيد من الحفلات الموسيقية الساهرة من موسيقى كناوة والفيزيون على خشبات ستمتد إلى جميع أحياء الصويرة، وعروض راقصة في الشارع ودمى كناوية كبيرة ستتجول في أزقة المدينة وأفلام سينمائية عن الموسيقى ومائدة مستديرة عن الحرية وإقامات موسيقية بين فنانين مغاربة وأجانب لإنتاج فيزيون خاص بمهرجان الصويرة وغيرها، كل هذا أعد خصيصا لتكون الدورة العاشرة في مستوى تطلعات مريدي أكبر المهرجانات شعبية في المغرب، مهرجان الصويرة لكناوة وموسيقى العالم. أول تعديل قام به منظمو مهرجان الصويرة هذه السنة احتفالا بالذكرى العاشرة لتأسيس المهرجان هو تمديد فترة المهرجان، حيث سينطلق يوم الثلاثاء 19 يونيو بندوة دراسية حول الحرية والموسيقى وهي الندوة التي تقام احتفالا بمرور مائتي سنة على إدانة وإلغاء الرق والعبودية ويشارك فيها أساتذة جامعيون من المغرب وخارجه. أما الفقرات الموسيقية لللمهرجان فلن تبدأ إلا يوم مساء الأربعاء20 يونيو على خشبة مولاي الحسن و تبدأ معها الليلات الكناوية في المدينة القديمة، ثم تبدأ بعدها الخشبات الأخرى في استقبال باقي العروض الموسيقية التي ستشارك فيها هذه السنة 25 فرقة كناوية وحوالي 250 فنانا من المغرب و150 فنانا من الخارج. وقد صرحت مديرة المهرجان نائلة التازي للجريدة أنها تريد للدورة العاشرة أن تجمع بين أجود ما أفرزه المهرجان عبر دوراته السابقة من فيزيون، لذا سيحاول المهرجان في هذه الدورة الجمع بين خيرة معلمية كناوة من مختلف أرجاء المملكة وبين أفضل الموسيقيين الغربيين في تاريخ مهرجان الصويرة لتقديم أفضل ما عندهم. من الموسيقيين العالميين الذين ستتم الاستعانة بهم العازف الفرنسي الشهير لوي بيرتينياك، في حين تعذرت مشاركة عازف القيثارة نكويان لي الذي كان قد أعلن عن قدومه في وقت سابق، كما سيحضر عازف الإيقاع البوركينابي يارا واتارا، بالإضافة إلى عازفي الباتري سيريل أطيف والمغربي السينغالي مختار سامبا، وعازف البيانو جون فيليب ريكييل وعازف الكمان المغربي عبد الله الميري ومن تونس المغني أكرم الصدقاوي والفرقة البريطانية الشهيرة أيجان دوب فوندايشن ولينين من البرازيل ومن المغرب لفنلير وهوبا هوبا اللذين سيشاركان لأول مرة على خشبة المحترفين بالصويرة. وإمعانا في إشراك الفنانين المغاربة في هذا المهرجان الذي يجرى على أرض بلادهم سوف يستعين المهرجان بكل من مجموعة تكادة وهوباهوبا سبيريت و المجموعة السوسية الباز و ومجموعة إمغران من تيزنيت وبانكور فيزيون وأحواش حاحا من الصويرة و كانكا تامانار وطقيقطيقة من الصويرة والحضارات من الصويرة أيضا وبنات الهواريات من مراكش. وككل سنة سوف تتزين خشبة الأفتر التي تنطلق بعد منتصف الليل بمجموعة من الفرق الشابة سيكون على رأسها هذه السنة كل من آش كاين وستيف راكامان وبلو موكادور وضركة وزاز وكازا كرو. من جهة أخرى سيقدم كل من المدراء الفنييين الثلاثة للمهرجان المغربي عبد السلام عليكان والجزائري كريم زياد والفرنسي لوي إغليش إبداعا موسيقيا غير مسبوق، وسيكونون مصاحبين بموسقيين من فرق كناوة ومن موسيقى العالم، وستكون هذه الموسيقى نتيجة الإقامات الموسيقية التي تقام هذه السنة قبيل المهرجان بأيام ونتيجة سنوات من التعاون والأبحاث الموسيقية حيث يريد منظمو المهرجان للصويرة أن تكون «عبارة عن استوديو مفتوح». وفي مقارنة بين مهرجان الصويرة لكناوة وموسيقى العالم في دورته الأولى وبينه اليوم تتبدى لنا جلية الأشواط الكبرى التي قطعها المهرجان في طريق التألق والنجاح، كما يتبدى التجاوب الكبير الذي لقيه المهرجان من قبل أهالي الصويرة وفعالياته السياحية من فنادق ومطاعم وغيرها، فإذا كان عدد الخشبات في العام الأول هو اثنين واحدة كبيرة وأخرى صغيرة فإن عددها في عام 2006 كان عشر خشبات ستكبيرة وأربعة صغيرة، وفي حين كانت الميزانية عام 98 هي ستمائة ألف درهم فقد أصبحت عام 2006 ستة ملايين وثمانمائة ألف درهم. أما الجمهور الداعم الأساسي للمهرجان فقد كان في الدورة الأولى في حدود عشرين ألف زائر ووصل العام الماضي إلى أربعمائة وخمسين ألف زائر، وفي حين كان عدد الفنانين المشاركين في الدورة الأولى عشرة فنانين مغاربة وأجانب أصبح عددهم في دورة 2006 هو 140 فنانا و22 فرقة كناوة. من أجل كل هذا فإن الجمهور لن يقبل بأقل من دورة استثنائية بكل المقاييس في الذكرى العاشرة لتأسيس المهرجان